الحلقـــه الثالثه : يوميـــات سرحــان

في نهايه الحلقه السابقه بعد الموقف اللي رأه سرحان بين ظابط الجيش المتقاعد والمرأه العجوز التي تطالب بتطبيق العداله في تقاسم بلاء الحكومه من إهمال للمناطق العشوائيه وإنتشار الأمراض والأوبئه وغيره من مفاسد الحكومه .


ولم يكن مندهش في الموقف غير من هذا الظابط المتقاعد الذي وقف يتعنت لإمراه عجوز أن تتحمل وحدها هذه المياه الملوثه الخارجه من البكابورت المندلع أماهم .


ولكنه أطمئن من موقف الشباب اللي أجبروا هذا الرجل علي قبول الوضع بتهديده بمرضه النفسي الناجم عن الكبت داخل المؤسسه العسكريه التي قضي فيها حياته تنفيذا للأوامر ومرض العظمه وغيره وطبقوا جميعا العداله في تقسيم الأذي الناجم عليهما السيده والظابط المتاقعد ليس بالقوه إنما بالإتحاد وكان هذا الموقف يتمني أن يراه سرحان في مواجهه الحكومه الفاسده ويتمني أن يري هذا اليوم بل ويشارك فيه .


وعندما قرر السير متجهه لعمله لأن متبقي عليه 5 دقائق علي العمل وهو دائما يحافظ علي الوصول في ميعاده ومنتظم في ذلك وهذا ما سنراه من شهاده صاحب العمل بذلك .


وجد موقف أيضا أثناء سيره للعمل جعله يندهش ولكن بقوه ووقف ليتأكد مما رأه , وعندما إقترب من السيده تأكد ما كان يلاحظه من بعد .


إنها والدته وحولها قفص به طيور تستعد لعرض بضاعتها بما فيـه علي الماره والجمهور في السوق .. وعندما إقترب منها خشت منه وإنخرط وجهها في الإحمرار ولكن ما قام به غير التبسم في وجها وعلم جيدا سبب وجودها هنا وقام بتقبيــل يدها وقال لها حديثنا في البيت يا أمي بإذن الله .


وقرر الإستمرار في طريقه للوصول للعمل الذي كان علي بعد الأمتار القليله من لقاء والدته . ولكنه أظهر لأمه غير ما بداخله وأخذ يتسائل ؟؟


متي وصلت وكيف ولماذا ؟


فمتي وصلت فهي خرجت بعده مباشره حيث أنها كانت تنتظر خروجه للعمل وبعد ذلك تخرج في التجمع الذي يقوم به نساء المنطقه علي عربيه بيكم تحملهم لمكان السوق ويجلسوا يعرضوا البضاعه ويبيعوا ويسترزقوا وكل بائعه لها نسبه علي ذلك .


ولكنه سأل نفسه إزاي وصلت قبلي وأنا لسه متصل بيها منذ قليل عندما تذكر مصروف أخوته البنات وطلب منها تركه لهم ؟


ولماذا ؟؟ هو كان مفكر أن ما يتركه لها من جزء كبير من مرتبه لها بيقضي البيت ومصارفيه ؟


ولكنه أظهر لها عكس ما بداخله ولم يكن حزين أيضا عما علمه أن والدته تخرج بعض الأحيان لكسب رزكها لأنه لم يكن كمثل الشباب الجامعي الذي يتفاخر بعمل والده بكذا أو كذا أو يتهرب من ماضيـه وأصله ليس كذلك إنما هو شاب مكافح بسيط يتفاخر بأسرته وتربيته الكريمه التي ترباها .


فأخذ في طريقه لإستكمال الوصول للعمله ولكن علي عاتقه حمل ثقيل لم يكن يعمل أن مفارقه والده أصيبته بالحمل والورث الثقيل هذا كله علي عاتقه ولكنه تأكد من ذلك ليوم عندما رأي والدته تخرج لمضاعفه رزقهم وأن ما يتركه لم يكن كافي لهم وهي لم تظهر له ذلك بل كل ما ترززقه لهم هو الرضا علي قضاء الله وقدره .


وعندما دخل سرحان عمله ألقي سلامه علي الحاج صاحب العمل وأصدقائه من وصلوا معه ورد عليه صاحب العمل ... دائما بتوصل في مواعيــدك يابني ربنا يرضي عليك ويرزقك بالحلال !!
حتي صاحب العمل كان يحبه ويبتوسم فيه الخير لصغر سنه و أنه لم يكن يعيش كباقي أصحابه هذا السن من فرفشه ومرح وغيره ويدخل سرحان علشان يغير ملابسه ويرتدي ملابس العمل ويتوكل علي ربه ويبدأ عمله 




وده اللي هنكمله في الحلقه القادمه من طبيعه عمله 




دمتم بخيـــر 


محمود السيــــــــــــد

مقدمه يوميات سرحان

الحلقه الأولي 

 

الحلقه الثانيــه