الحلقه الرابـعه - يوميـات سرحـان

عندما وصل سرحان لمحل عمله والقي السلام علي المعلم وعلي من وصل من أصدقائه العمال ... بدأ في تغير ملابسه بملابس العمل وعندما وصل الجميل بدأوا في الإتكال علي الله والعمل .


هو طبيعه عمله في المقاولات وزي ما قولنا قبل كده هو بيحب يستغل القوه البنيه اللي ربنا وهبه إياها للحصول علي راتب كويس يكفيه ويكفي اسرته ويقدر يدخر كمان لزواج وتجهيز إخوته البنات وتحمل تكاليف دراستهم كمان .

ولكن عندما رأي والدته في السوق وهو بتحاول كسب رزقها أيضا عرف أن الحياه غاليه وأن ما يتركه لها لا يكفيـها فقرر أن يزود جهده علشان يعلي راتبه وبالتالي يكفي مصاريفهم ووالدته لا تحتاج للعمل .


هو طبيعه عمله صبي مونه يعني بيقف تحت إيد الصنايعي اللي بيبني ويناوله المونه ( الأسمنت مع الرمل ) ودي طبعا مجهده جدا لأنه بيطلع سلالم خشب وينزل وهكذا شايل بقه طالع نازل بس دائما بيحمد ربه علي نعمه قوه البنيه اللي ربنا منحه أياها ولكنه كان بيحب عمله ده وكان طموح رغم ما يعانيه من ضيق الظروف اللي بيمر بيها .


كان ينظر لعالم العمل بتاعه بتركيز زي ما بيقول لابد من فصل نفسك عن الدنيا أثناء العمل لأن بتكون شغال علي سقالات مرتفعه لو ما ركزتش هتلاقي نفسك واقع علي جدور رقبتك . 


وكان يعجبه حياه النحل التي يراها أمامه بين العمال الصنايعيه كله مركز في عمله وكله بيكمل كله وهكذا في بناء أي صرح كبير تراه أماكم في الأماكن المرتفعه وعمارات وغيره من البيوت .


كان طبيعه عمله يبدأ من التاسعه صباحا وينتهي الساعه 6 المغرب يفصلهم ساعه راحـه لتناول لغداء وشرب الشاي والراحه الجسديه .


كان أثناء الراحه الخاصه به يتناول كوب من الشاي ويتغدي لوحده .. كان دائما يحب أن يكون بمفرده ليس لأنه متقعد أو حاجه أو تكبر ولكن هذه هي شخصيته .

يحب أن يقوم بدور المراقب دائما للاحداث من أمامه ويسجل إستفادته من كل موقف أمامه يراه .... وأثناء تناوله للغداء والشاي بتاعه رأي موقف يكاد يجعله ينبهر منه من أحدي العاملات معهم من النساء .


طبعا كان فيه شغال معاهم برده ستات بيرفعوا الرمل ويشتغلوا شغل لا يتحمله أي راجل .. كان بيستغرب مش علشان شايف ست شغاله ولكن ليه يجبرها أنها تشتغل شغل متعب زي ده !! وفين زوجها ؟

حاول كده يتابع الحوار بين إحدي الإمرأتين ووجد أنهما لزوجين لا يعملان ويعيشان علي عمل زوجاتهم !!!!!


كان يستغرب انه يكون في رجاله كده يعيشوا عال علي ستاتهم زي ما بيقول وبيوصف ولكن ما صدقش غير اما شاف بعينه وأخد يفكر هل هيكون مصير أولاد هؤلاء النساء نفس مصيره في العمل والخروح لمساعده أسرته !!!

كان دائما يحمد الله علي حياته ولم يكن يائسا منها أو حزين أو متقنط من رحمه الله بل دائما كان يؤمن بأن الله لن يتركه وأنه مخبيله الخير زي وصفه وهو بيتبسم ويقول كده .

إنتهي وقت الراحه وبدأوا في إستعاده النشاط مره أخري للعمل ويكاد عملهم لا يخلوا من الهزار والغناء لمصابره بعضهم البعض ولكن زي ما قولنا سرحان بطبيعته لا يحب الإختلاط لأنه يعتبر الوحيـد الجامعي صاحب الفكر وسط العمل ولذلك كان صاحب العمل يحبه دائما ويعامله معامله خاصه .


وما إن قارب العمل علي الإنتهاء ويجهز كل واحد إنه يلم عدته ويعينها في مكانها ويسلمها للمعلم بتاعه ويغير لبسه ويتكل علي الله يروح .


وهكذا ينتهي عمل سرحان ما بين العمل والإجتهاد وساعه الراحه ولتأمل والإستفاده من طريقه العمل في بناء سرح عالي ينسب في النهايه لعمل جماعي وليس لفرد !!

فكان دائما حريص علي التعلم مما يراه أمام عينه وكثير الملاحظات لنفسه ولغيره , وعندما عاد للمنزل وجد والدته علي حرج منه لأنه راها في السوق تبحث عن رزقها !!


ولكنه للمره الثانيه تبسم في وجهها وقبل يدها وقال لها أعدك إني هحاول أزود من طاقتي وأبقي صنايعي في عملي علشان راتبي يزيد وأكفيكي من الخروج للبحث عن باب رزق يسد ليكي ما تحتاجيه .


فأنخرطت في البكاء وقالت له سامحني لم نجعلك تعيش سنك مثل باقي أصدقائك فكبرت بدري وشيلت الهم قبل الأوان .


قال لها إدعيلي وإن شاء الله ربنا هيعوضني خير إن شاء الله .


ما إن تركها وبدأ يسامر إخوته الصغيرات ويقلب في كتبهم الدراسيه ويبحث عما يجدوه صعب ويفهمه ليهم فكان سرحان
أخا , أبا , عائلا , وصديق , وكل شئ لإخوته وأسرته ووالدته :)

دمتم بخيـــر


نلقاكم في الحلقات القادمه من يوميات سرحان 

مقدمه يوميات سرحان

الحلقه الأولي 

 

الحلقه الثانيــه

الحلقه الثالثه 

محمود السيـــــــــــــــــد